تبدل المفهوم السائد للايمان والكفر تبديلا كاملا. فوق ما تطلع به على النفس من حقيقة ظاهرة لطبيعة هذه العقيدة. والخير الهائل العظيم. المكنون فيها لهذه البشرية. والرحمة السابغة التي أرادها الله للبشر وهو يبعث اليهم بهذه الرسالة الاخيرة.
ان هذا الدين ليس دين مظاهر وطقوس. ولا تغنى فيه مظاهر العبادات والشعائر ما لم تكن صادرة عن اخلاص لله عزوجل. وتجردة مؤدية بسبب هذا الاخلاص الى آثار في القلب تدفع الى العمل الصالح. وتتمثل في سلوك تصلح به حياة الناس في هذه الارض.
وكذلك ليس هذا الدين أجزاء موزعة. انما هو منهج متكفل تتعاون عباداته وشعائره وتكاليفه الاجتماعية. حيث تنتهي كلها الى غاية تعود كلها على البشر.
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) انها تبدأ بهذا الاستفهام الذي يوجه كل ما تتأتى منه الرؤية ليرى (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) والذي يقرر القرآن انه يكذب بالدين واذا الجواب : (فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) ان حقيقة التصديق بالدين ليست كلمة تقال باللسان. انما هي تحول في القلب يدفعه الى الخير والبر. بأخوانه في البشرية. والمحتاجين الى الرعاية.
(فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) انه دعاء ووعيد بالهلاك للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. فمن هم هؤلاء انهم (الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ) ، انهم يصلون ولكنهم لا يقيمون الصلاة في أوقاتها. وقلوبهم لا تعيش معها. وانهم يراؤن للناس.
فأين تذهب البشرية. بعيدا عن هذا الخير. وهذه الرحمة. وهذا المرتقى الجميل؟ وأين تذهب البشرية. وامامها هذا النور في مفترق الطريق ..