٢ ـ ويقول الاستاذ (سبانس) :
ان القرآن هو القانون العام ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فهو صالح لكل زمان. فلو تمسك به المسلمون حقا وعملوا بموجب تعاليمه واحكامه لاصبحوا سادة الامم كما كانوا من قبل.
* * *
الكرم من غير اهله وفي غير محله خيانة كبرى
(ان جمع الاموال منحصر عند اشخاص ثلاثة : الغني ، والزعيم ، وعالم الدين).
ـ فالكرم : مختص بالغني لا غير الذي جمع ماله من الحلال ووهبه لمن استعان به على فعل الخير والصلاح وطاعة خالقه العظيم. فمثل هذا يصدق عليه انه كريم جواد ويستحق من الله الثواب والجزاء ومن الناس المدح والثناء.
أما اذا بذل الغني ماله في غير محله او كان جمعه من غير حله فيكون مجرما في جمعه وبذله فكيف يصدق عليه عنوان كرم وكريم.
ـ واما الزعيم ـ بمعناه العام كالملك والسلطان فانه لا يملك ما تحت يديه من المال وانما هو مال الشعب اجمع وهو فرد من افراد الشعب ليس له حق فيه الا بمقدار ما يستحقه اي فرد من ابناء الشعب فان هو بذله على نفسه وابناء شعبه بالعدل والمساواة بدون ادنى تفاوت او محاباة فقد خرج عن العهدة الملقات على عاتقه وحينئذ يصدق عليه انه نعم المؤتمن ونعم الامين وان هو خص نفسه او من يهواه عن بقية افراد الشعب فقد اصبح خائنا مجرما يستحق العقاب والقصاص من الخالق والمخلوقين وله في الاخرة عذاب الجحيم اذن فعنوان كرم وكريم يستحيل صدقه على الزعيم وانما يصدق عليه عنوان خائن او أمين لا غير