ووحدة الحق. ووحدة العقيدة. هي الامر الذي تقتضيه وحدة المصدر الواحد. فالخالق واحد ورسالته واحدة ولكن تختلف حسب الحكمة والمناسبة. وتلتقي عند ذلك الاصل الواحد الصادر (من ربك (الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى).
* * *
ـ ٨٨ ـ سورة الغاشية آياتها (٢٦) ست وعشرون آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ (٢) عامِلَةٌ ناصِبَةٌ (٣) تَصْلى ناراً حامِيَةً (٤) تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (٥) لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ (٦) لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (٧) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ (٨) لِسَعْيِها راضِيَةٌ (٩) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (١٠) لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً (١١) فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ (١٢) فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (١٣) وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (١٤) وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ (١٥) وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (١٦) أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧) وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (٢٠) فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (٢٢) إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (٢٣) فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ (٢٤) إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (٢٥) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ (٢٦))
البيان : انه يعمل بمشهد العذاب قبل مشهد النعيم. فهو أقرب الى جو (الْغاشِيَةِ) فهناك وجوه مرهقة. عملت ونصبت لغير الله. ولم ينتج عملها عليها الا الوبال والخسران والعذاب والنيران. والخزي والعار في الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين.
(تَصْلى ناراً حامِيَةً) والضريع شجر في جهنم وهي الزقوم. فهذا ثمار العمل لغير الله.
وفي الجانب الآخر : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ) فهذه الوجوه التي آمنت بالله وصدقت رسول الله ص وآله وعملت باخلاص لوجه الله. فقد أئمر