عنه ولا يتركه سدى. بل يحصى عليه جميع أفعاله وأقواله حتى ما يكنه في صدره وسيعاقب عليه.
(فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) وهذه اللمحات الكونية التي يلوح بالقسم بها. لتوجيه القلب البشرى اليها. انها لمحات ذات طابع خاص. طابع يجمع بين الخشوع الساكن. والجلال المرهوب. والشفق هو الوقت الذي يكون بعد غروب الشمس مباشرة وتظهر فيه حمرة.
(وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ) أي يجمع الليل في طياته من أعمال وخبايا وراحة من عناء النهار. وانما يغمره من النص العجيب. رهبة ووجل. وخشوع وسكون تنسق مع الشفق.
(وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) مشهد كذلك هادىء رائع ساحر. والاتساق ليالي اكتماله وتمامه. وهو يفيض على الاحياء الحياة من نوره الحالم. وهو جولة تنفق مع الشفق والوسق.
(فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) ان موجبات الايمان بالله تعالى كثيرة موفورة. تواجه القلب المفتوح فتملأه ايمانا ويقينا. ورهبة وخشوعا من خالقه العظيم ومولاه المنعم الكريم. وهو يخاطبهم. ويتعجب من عدم ايمانهم بعد كثرة الادلة والآثار على الواحد القهار.
ان هذا الكون جميل في منتهى الجمال. وفيه ما يجيش في القلب أسمى مشاعر اليقين. وان هذا القرآن جميل. وفيه ما يصل القلب البشري بالوجود الجميل. وبارىء الوجود الجليل. ويسكب فيه حقيقة الكون الكبيرة الموحية بحقيقة خالقه العظيم.
(فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) انه لأمر عجيب حقا يضرب عنه السياق وليأخذ في بيان حقيقة حال العصاة وما ينتظرهم من بلاء وعناء. وعذاب وعقاب وهم فرحون في هذه الحياة.