من بيته شيعته الملائكة الى قبره. يزدحمون عليه حتى اذا انتهى به الى قبره. قالت له الارض : مرحبا بك وأهلا. أما والله لقد كنت أحب أن يمشي علي مثلك لترين ما أصنع بك فتوسع له مد بصره ويدخل عليه في قبره ملكا القبر وهما قعيدا القبر منكر ونكير فيلقيان فيه الروح الى حقويه فيقعدانه ويسألانه فيقولان له : من ربك فيقول الله. فيقولان ما دينك فيقول الاسلام. فيقولان من نبيك فيقول محمد ص وآله. فيقولان من امامك فيقول أئمة الهدى ومصابيح الدجى أولهم علي وآخرهم المهدي (ع).
قال (ع) فينادي مناد من السماء صدق عبدي افرشوا له قبره من الجنة وافتحوا له في قبره بابا الى الجنة وألبسوه من ثياب الجنة حتى يأتينا وما عندنا خير وأبقى.
ثم يقال له : نم نومة العروس. نم نومة لا حلم فيها. ثم قال (ع) : وان الكافر اذا اخرج من بيته خرجت الملائكة تشيعه الى قبره يلعنونه حتى اذا انتهى به الى قبره قالت له الارض : لا مرحبا بك ولا اهلا اما والله لقد كنت أبغض ان يمشي علي مثلك. لا جرم لترين ما أصنع بك اليوم فتضيق عليه حتى تلتقي جوانحه قال ثم يدخل عليه ملكا القبر وهما منكر ونكير.
قال أبو بصير : جعلت فداك يدخلان على المؤمن والكافر في صورة واحدة فقال (ع) : لا. قال : فيقعدانه ويلقيان فيه الروح الى حقويه فيقولان له : من ربك فيتلجلج ويقول : قد سمعت الناس يقولون فيقولان له : لا دريت. ويقولان له ما دينك فيتلجلج فيقولان لا دريت. ويقولان له من نبيك فيقول قد سمعت الناس يقولون. فيقولان له : لا دريت. ويسأل عن امام زمانه قال (ع) : فينادي مناد من السماء كذب عبدي افرشوا له في قبره من النار. وألبسوه من ثياب النار وافتحوا له بابا الى النار حتى يأتينا وما عندنا شر وأدهى. فيضربانه بمرزبة ثلاث ضربات