وكان بنو قينقاع أول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وحاربوا فيما بين بدر وأحد.
* * *
وكان من أمر بنى قينقاع أن امرأة من العرب قدمت يجلب لها ، فباعته بسوق بنى قينقاع ، وجلست إلى صائغ بها ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها ، فأبت ، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ، فلما قامت انكشفت سوأتها ، فضحكوا بها ، فصاحت ، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ، وكان يهوديّا ، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه ، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود ، فغضب المسلمون ، فوقع الشر بينهم وبين بنى قينقاع. فحاصرهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى نزلوا على حكمه ، فقام إليه عبد الله ابن أبىّ بن سلول ، حين أمكنه الله منهم ، فقال : يا محمد ، أحسن فى موالى ـ ـ وكانوا حلفاء الخزرج ـ فأبطأ عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : يا محمد ، أحسن فى موالى ، فأعرض عنه ، فأدخل يده فى جيب درع رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أرسلنى ، وغضب رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى رأوا لوجهه ظللا ، ثم قال : ويحك ، أرسلنى. قال : لا والله لا أرسلك حتى تحسن فى موالى ، أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع وقد منعونى من الأحمر والأسود وتحصدهم فى غداة واحدة ، إنى والله امرؤ أخشى الدوائر. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هم لك.
* * *