أهلك وولدك ، فهم لك ، قال : أهل بيت بالحجاز لا مال لهم ، فما بقاؤهم على ذلك؟ فأتى ثابت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله : ماله؟ قال : هو لك. فأتاه ثابت فقال : قد أعطانى رسول الله صلىاللهعليهوسلم مالك ، فهو لك ، قال : أى ثابت ، ما فعل الذى كان وجهه مرآة صينية يتراءى فيها عذارى الحى ، كعب بن أسد ، قال : قتل. قال : فما فعل سيد الحاضر والبادى حيى بن أخطب؟ قال : قتل ، قال : فما فعل مقدمتنا إذا شددنا ، وحاميتنا إذا فررنا ، عزال بن سموأل؟ قال : قتل. قال : فما فعل المجلسان؟ يعى بنى كعب بن قريظة وبنى عمرو بن قريظة ، قال : ذهبوا ، قتلوا قال : فإنى أسألك يا ثابت بيدى عندك إلا ألحقتنى بالقوم ، فو الله ما فى العيش بعد هؤلاء من خير ، فما أنا بصابر لله فتلة دلو ناضح (١) حتى ألقى الأحبة ، فقدمه ثابت ، فضرب عنقه.
* * *
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قسم أموال بنى قريظة ونساءهم وأبناءهم على المسلمين. ثم بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم سعد بن زيد الأنصارى ، أخا بنى عبد الأشهل ، بسبايا من سبايا بنى قريظة إلى نجد ، فابتاع لهم بها خيلا وسلاحا.
وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد اصطفى لنفسه من نسائهم ريحانة بنت عمرو ، إحدى نساء بنى عمرو بن قريظة ، فكانت عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى توفى عنها وهى فى ملكه ، وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم عرض عليها أن يتزوجها ، ويضرب عليها الحجاب ، فقالت : يا رسول
__________________
(١) الناضح : الحبل ، أى مقدار ما تخرج به الدلو من البئر.