من كل ناحية قدر أنملة لئلا يسلبها ـ مجموعة يداه إلى عنقه بحبل ـ فلما نظر إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : أما والله ما لمت نفسى فى عداوتك ، ولكنه من يخذل الله يخذل. ثم أقبل على الناس ، فقال : أيها الناس ، إنه لا بأس بأمر الله ، كتاب وقدر وملحمة كتبها الله على بنى إسرائيل ، ثم جلس فضربت عنقه. قالت عائشة : ولم يقتل من نسائهم إلا امرأة واحدة قالت عائشة : والله إنها لعندى تحدث معى ، وتضحك ظهرا وبطنا ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يقتل رجالها فى السوق ، إذ هتف هاتف باسمها : أين فلانة؟ قالت : أنا والله. قالت : قلت لها : ويلك! ما لك؟ قالت : أقتل. قلت : ولم؟ قالت : لحدث أحدثته. قالت : فانطلق بها ، فضربت عنقها ، فكانت عائشة تقول : فو الله ما أنسى عجبا منها ، طيب نفسها وكثرة ضحكها ، وقد عرفت أنها تقتل.
وكان ثابت بن قيس بن الشماس قد أتى الزبير بن باطا القرظى ، وكان الزبير قد من على ثابت بن قيس بن شماس فى الجاهلية ، أخذه يوم بغاث فجز ناصيته ، ثم خلى سبيله ، فجاءه ثابت وهو شيخ كبير ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، هل تعرفنى؟ قال : وهل يجهل مثلى مثلك ، قال : إنى قد أردت أن أجزيك بيدك عندى ، قال : إن الكريم يجزى الكريم. ثم أتى ثابت بن قيس رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ، إنه قد كانت للزبير علىّ منّة ، وقد أحببت أن أجزيه بها ، فهب لى دمه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هو لك ، فأتاه فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد وهب لى دمك ، فهو لك ، قال : شيخ كبير لا أهل له ولا أهل له ولا ولد فما يصنع بالحياة؟ قال : فأتى ثابت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : بأبى أنت وأمى يا رسول الله : هب لى امرأته وولده ، قال : هم لك. قال : فأتاه ، فقال : قد وهب لى رسول الله صلىاللهعليهوسلم