ما بلغك ما قال صاحبكم؟ قال : وأى صاحب يا رسول الله؟ قال : عبد الله بن أبىّ ، قال : وما قال؟ قال : زعم أنه إن رجع إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، قال : فأنت يا رسول الله والله تخرجه منها إن شئت ، هو والله الذليل وأنت العزيز. ثم قال : يا رسول الله ، ارفق به ، فو الله لقد جاءنا الله بك ، وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوّجوه ، فإنه ليرى أنك قد استلبته ملكا.
* * *
ثم مشى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالناس يومهم ذلك حتى أمسى ، وليلتهم حتى أصبح ، وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس ، ثم نزل بالناس ، فلم يلبثوا أن وجدوا مس الأرض ، فوقعوا نياما. وإنما فعل ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ليشغل الناس عن الحديث الذى كان بالأمس ، من حديث عبد الله ابن أبى ، ثم راح رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالناس ، وسلك الحجاز ، حتى نزل على ماء بالحجاز ، فويق النقيع ، يقال له : بقعاء. فلما راح رسول الله صلىاللهعليهوسلم هبت على الناس ريح شديدة ، آذتهم وتخوفوها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا تخافوها ، فإنما هبت لموت عظيم من عظماء الكفار. فلما قدموا المدينة وجدوا رفاعة بن زيد بن التابوت ، أحد بنى قينقاع ، وكان عظيما من عظماء يهود ، وكهفا للمنافقين ، مات فى ذلك اليوم.
ثم إن عبد بن عبد الله بن أبى أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : يا رسول الله إنه بلغنى أنك تريد قتل عبد الله بن أبى فيما بلغك عنه ، فإن كنت لا بدّ فاعلا ، فمرنى به ، فأنا أحمل إليك رأسه ، فو الله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده منى ، وإنى أخشى أن تأمر به غيرى فيقتله ، فلا تدعنى نفسى أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبى يمشى فى الناس ، فأقتله ، فأقتل رجلا