مؤمنا بكافر ، فأدخل النار. فقال : رسول الله صلىاللهعليهوسلم : بل نترفق به ، ونحسن صحبته ما بقى معنا. وجعل بعد ذلك إذا حدث الحدث ، كان قومه هم الذين يعاتبونه ويأخذونه ويعنفونه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعمر بن الخطاب ، حين بلغه ذلك من شأنهم : كيف ترى يا عمر ، أما والله لو قتلته يوم قلت لى لأرعدت له آنف ، لو أمرتها اليوم بقتله لقتلته. قال عمر : قد والله علمت لأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أعظم بركة من أمرى.
* * *
وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أصاب من بنى المصطلق سبيا كثيرا ، فقاسمه المسلمون ، وكان فيمن أصيب يومئذ من السبايا ، جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار. ولما انصرف رسول الله صلىاللهعليهوسلم من غزوة بنى المصطلق ، ومعه جويرية بنت الحارث ـ وكان بذات الجيش ـ دفع جويرية إلى رجل من الأنصار وديعة ، وأمره بالاحتفاظ بها ، وقدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة ، فأقبل أبوها الحارث بن أبى ضرار بفداء ابنته ، فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التى جاء بها للفداء ، فرغب فى بعيرين منها ، فغيبهما فى شعب من شعاب العقيق ، ثم أتى إلى النبى صلىاللهعليهوسلم وقال : يا محمد ، أصبتم ابنتى ، وهذا فداؤها. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فأين البعيران اللذان غيبتهما بالعقيق ، فى شعب كذا وكذا؟ فقال الحارث : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك محمد رسول الله ، فو الله ما اطلع على ذلك إلا الله ، فأسلم الحارث ، وأسلم معه ابنان له ، وناس من قومه ، وأرسل إلى البعيرين ، فجاء بهما ، فدفع الإبل إلى النبى صلىاللهعليهوسلم ، ودفعت إليه ابنته جويرية ، فأسلمت ، وحسن إسلامها ،