وأصلح ذلك الأمر.
فكلمه رسول الله صلىاللهعليهوسلم بنحو مما كلم به أصحابه ، وأخبره أنه لم يأت يريد حربا.
* * *
وقد رأى عروة ما يصنع به أصحابه فرجع إلى قريش فقال : يا معشر قريش ، إنى قد جئت كسرى فى ملكه ، وقيصر فى ملكه ، والنجاشى فى ملكه ، وإنى والله ما رأيت ملكا فى قوم قط مثل محمد فى أصحابه ، ولقد رأيت قوما لا يسلمونه لشىء أبدا ، فروا رأيكم.
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، دعا خراش بن أمية الخزاعى ، فبعثه إلى قريش بمكة وحمله على بعير له ، يقال له : الثعلب ، ليبلغ أشرافهم عنه ما جاء له. فعقروا به جمل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأرادوا قتله ، فمنعته الأحابيش ، فخلوا سبيله ، حتى أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم إن قريشا كانوا بعثوا أربعين رجلا منهم ، أو خمسين رجلا ، وأمروهم أن يطيفوا بمعسكر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ليصيبوا لهم من أصحابه أحدا ، فأخذوا أخذا ، فأتى بهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فعفا عنهم ، وخلى سبيلهم ، وقد كانوا رموا فى معسكر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالحجارة والنبل.
ثم دعا عمر بن الخطاب ، ليبعثه إلى مكة ، فيبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له ، فقال : يا رسول الله ، إنى أخاف قريشا على نفسى ، وليس بمكة من بنى عدى ابن كعب أحد يمنعنى. وقد عرفت قريش عداوتى إياها ، وغلظتى عليها ، ولكنى أدلك على رجل أعز بها منى : عثمان بن عفان. فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عثمان بن عفان ، فبعثه إلى أبى سفيان وأشراف قريش ، يخبرهم