إلى إسلامكم؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار ، أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم؟ فو الذى نفس محمد بيده ، لو لا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار ، اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار.
فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم ، وقالوا : رضينا برسول الله قسما وحظّا ، ثم انصرف رسول الله صلىاللهعليهوسلم وتفرقوا.
* * *
ثم خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الجعرانة معتمرا ، وأمر ببقايا الفيء فحبس بمجنة ، بناحية مر الظهران ، فلما فرغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم من عمرته انصرف راجعا إلى المدينة ، واستخلف عتاب بن أسيد على مكة ، وخلف معه معاذ بن جبل ، يفقه الناس فى الدين ، ويعلمهم القرآن ، واتبع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ببقايا الفيء.
* * *
ولما استعمل النبى صلىاللهعليهوسلم عتاب بن أسيد على مكة رزقه كل يوم درهما ، فقام فخطب الناس ، فقال : أيها الناس ، أجاع الله كبد من جاع على درهم ، فقد رزقنى رسول الله صلىاللهعليهوسلم درهما كل يوم ، فليست بى حاجة إلى أحد.
وكانت عمرة رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى ذى القعدة ، فقدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة فى بقية ذى القعدة ، أو فى ذى الحجة.