وكان بالشام نفر ، منهم : عبد الله بن عامر وشريح بن يزيد الحضرمى (١).
غير أن القرّاء بعد هذا كثروا وتفرّقوا فى البلاد ، وانتشروا فى الأقطار ، وكاد يدخل على هذا العلم ما ليس فيه ، فشمّر لضبطه وتنقيته أئمّة مشهود لهم ، منهم :
(١) الإمام الحافظ الكبير أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد الدانى ، من أهل دانية بالأندلس ، وكانت وفاته سنة أربع وأربعين وأربعمائة ، وكتابه فى هذا الباب هو : «التيسير».
(٢) الإمام المقرئ المفسر أبو العباس أحمد بن عمارة بن أبي العبّاس المهدوى ، المتوفّى بعد الثلاثين وأربعمائة ، وله كتاب «الهداية».
(٣) الإمام أبو الحسن طاهر بن أبى الطيب بن أبى غلبون الحلبى ، نزيل مصر ، وتوفى بها سنة تسع وتسعين وثلاثمائة ، وله كتاب : «التّذكرة».
(٤) الإمام أبو محمد مكّى بن أبى طالب القيروانى ، وكانت وفاته سبع وثلاثين وأربعمائة بقرطبة ، وله كتاب : «التّبصرة».
(٥) الإمام أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل ، المعروف بأبى شامة ، وله كتاب : والمرشد الوجيز».
وكان رائد هؤلاء جميعا ، فيما أخذوا فيه ، أن كل قراءة وافقت العربيّة ولو بوجه ، ووافقت المصحف الإمام ، وصحّ سندها ، فهى قراءة صحيحة لا يجوز ردّها ولا يحل إنكارها ، وإذا اختل ركن من هذه الأركان كانت تلك القراءة ضعيفة ، أو شاذة ، أو باطلة.
وفى ظل هذه القيود التى أجمع عليها القراء :
(١) الموافقة للعربية ولو بوجه.
(٢) الموافقة للمصحف الإمام ، ولو احتمالا.
(٣) أن يصح سندها.
قام الأئمة بتأليف كتب فى القراءات ، وكان أول إمام جمع القراءات فى كتاب هو أبو عبيد القاسم ابن سلام ، المتوفى سنة أربع وعشرين ومائتين. وقد جعل القراءات نحوا من خمس وعشرين قراءة. وتوالى بعده أئمة مؤلّفون جمعوا القراءات فى كتب ، منهم من جعلها عشرين ، ومنهم من زاد ، ومنهم من نقص ، إلى أن كان الأمر إلى أبى بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد ، فاقتصر على قراءات سبع
__________________
(١) النشر (١ : ٨ ـ ٩).