وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه ، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا ، فأجمعوا فيه رأيا واحدا ، ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا ، ويرد قولكم بعضه بعضا.
قالوا : فأنت يا أبا عبد شمس ، فقل وأقم لنا رأيا نقول به.
قال : بل أنتم فقولوا أسمع. قالوا : نقول : كاهن قال : لا والله ما هو بكاهن ، لقد رأينا الكهان ، فما هو بكلام الكاهن ولا سجعه. قالوا : فنقول : مجنون. قال : ما هو بمجنون ، لقد رأينا الجنون وعرفناه. قالوا : فنقول : شاعر. قال : ما هو بشاعر ، لقد عرفنا الشعر كله ، فما هو بالشعر. قالوا : فنقول : ساحر. قال : ما هو بساحر ، لقد رأينا السحار وسحرهم ، قالوا : فما نقول يا أبا عبد شمس؟ قال : والله إن لقوله لحلاوة ، وما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل ، وإن أقرب القول فيه لأن تقولوا : ساحر جاء بقول هو سحر يفرق بين المرء وأبيه ، وبين المرء وأخيه ، وبين المرء وزوجته ، وبين المرء وعشيرته.
فتفرقوا منه بذلك ، فجعلوا يجلسون بطرق الناس حين قدموا الموسم ، لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه ، وذكروا لهم أمره.
وصدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فانتشر ذكره فى بلاد العرب كلها.
* * *
فلما انتشر أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى العرب ويلغ البلدان.
(م ٤ ـ الموسوعة القرآنية ـ ج ١)