وسلم يخيره في نسائه فقال (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ) أي تؤخر وتبعد من تشاء من أزواجك ، وتضم إليك من تشاء منهن واختلف في معناه على أقوال (أحدها) ان المراد : تقدم من تشاء من نسائك في الإيواء إليك وهو الدعاء إلى الفراش وتؤخر من تشاء في ذلك وتدخل من تشاء منهن في القسم ، ولا تدخل من تشاء ، عن قتادة قال : وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقسم بين أزواجه وأباح الله له ترك ذلك (وثانيها) ان المراد تعزل من تشاء منهن بغير طلاق ، وترد إليك من تشاء منهن بعد عزلك إياها بلا تجديد عقد ، عن مجاهد والجبائي وأبي مسلم (وثالثها) ان المراد تطلق من تشاء منهن وتمسك من تشاء ، عن ابن عباس (ورابعها) ان المراد تترك نكاح من تشاء من نساء امتك ، وتنكح منهن من تشاء عن الحسن قال : وكان صلىاللهعليهوآله إذا خطب امرأة لم يكن لغيره أن يخطبها حتى يتزوجها أو يتركها (وخامسها) تقبل من تشاء من المؤمنات اللائي يهبن أنفسهن لك. فتؤويها إليك وتترك من تشاء منهن فلا تقبلها عن زيد بن أسلم والطبري ، قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهالسلام : من أرجى لم ينكح ، ومن أوى فقد نكح (وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ) أي إن أردت ان تؤوي إليك امرأة ممن عزلتهن عن ذلك وتضمّها إليك فلا سبيل عليك بلوم ولا عتب ، أباح الله سبحانه له ترك القسم في النساء ، وله أن يعزل من يشاء ، وله ان يرد المعزولة ان شاء ، فضّله الله تعالى بذلك على جميع الخلق (ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَ) معناه : ذلك أطيب لنفوسهن ، وأقل لحزنهن إذا علمن أنّ لك الرخصة بذلك من الله تعالى ، ويرضين بما يفعله النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من التسوية والتفضيل وقرة العين : عبارة عن السرور (وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ) من الرضا والسخط ، والميل إلى بعض النساء دون بعض (وَكانَ اللهُ عَلِيماً) بمصالح عباده (حَلِيماً) في ترك معاجلتهم بالعقوبة (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) أي من بعد النساء اللواتي أحللناهن لك في قوله : (إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَ) الآية ، ولا يحلّ له غيرهنّ من النساء (وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَ) أي وقع في قلبك حسنهن (إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ) من الكتابيات ولا أن تبدل الكتابيات بالمسلمات ، لأنه لا ينبغي أن يكنّ أمهات المؤمنين (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً) أي عالما حافظا (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) نهاهم سبحانه عن دخول دار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بغير إذن وهو قوله : (إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) ، أي في الدخول ، يعني إلا أن يدعوكم إلى طعام فادخلوا غير ناظرين اناه : أي غير منتظرين إدراك الطعام فيطول مقامكم في منزله ، والمعنى : لا تدخلوها بغير إذن (وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا) أي فإذا أكلتم الطعام فتفرّقوا واخرجوا (وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ) أي ولا تدخلوا فتقعدوا بعد الأكل متحدثين ، يحدث بعضكم بعضا ليؤنسه. ثم بيّن المعنى في ذلك فقال (إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ) أي طول مقامكم في منزل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يؤذيه لضيق منزله ، فيمنعه الحياء أن يأمركم بالخروج من المنزل (وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِ) أي لا يترك إبانة الحق فيأمركم بتعظيم رسوله ، وترك دخول بيته من غير إذن ، والامتناع عمّا يؤدّي إلى أذاه وكراهيته (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) يعني فإذا سألتم أزواج النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئا تحتاجون إليه فاسألوهن من وراء الستر قال مقاتل : أمر الله المؤمنين ألا
__________________
قال الإمام الصّادق عليهالسلام : الحافظ للقرآن ، العامل به مع السفرة الكرام البررة. أصول الكافي ؛ ٢ / ٦٠٣