مفهوم القدرة والعلم والحياة مغاير لمفهوم الله تعالى وإن كان مصاديق ذلك في الباري عزّ اسمه عين الذات (١).
والصحيح (٢) عدم اعتبار المغايرة بين المبدأ وما يجري عليه المشتقّ أصلا لا مصداقا ولا مفهوما ، بل المعتبر مغايرة المحمول والموضوع ، لئلا يلزم حمل الشيء على نفسه.
وذلك ، لأنّ هذا الاعتبار التزام بلا ملزم ، حيث لم يقم عليه برهان ولا يساعده لغة ، بل المبدأ قد يكون مغايرا مع الذات مفهوما ومصداقا ، كما في «زيد عالم» وربما يختلفان مفهوما لا مصداقا ، كما في «الله تعالى عالم» وقد يتّحدان مفهوما ومصداقا ، كما في «الوجود موجود» و «النور منير» و «الضوء مضيء».
ثمّ إنّه لا يرد على صاحب الفصول ـ قدسسره ـ ما أورده شيخنا الأستاذ (٣) ـ قدسسره ـ وصاحب الكفاية (٤) ـ قدسسره ـ أخذا من السبزواري في
__________________
(١) كفاية الأصول : ٧٦.
(٢) يرد عليه : أنّ اعتبار التغاير بين الموضوع والمحمول ـ كما اعترفتم به ـ يقتضي أن يكون بين «الوجود» و «الموجود» وكذا بين «النور» و «منير» أيضا تغاير ما ، فإنّ «الوجود» مثلا موضوع ، و «موجود» محمول ، وكذا سائر الأمثلة ، وحكم الأمثال فيما يجوز وما لا يجوز سواء ، فلا بدّ من علاج. نعم صدق «الموجود» على «الوجود» وإن كان أولى من صدقه على الماهية إلّا أنّ هذا لا يوجب خروج «الوجود» عن الموضوعية و «الموجود» عن المحمولية. (م).
(٣) أجود التقريرات ١ : ٨٤.
(٤) كفاية الأصول : ٧٦.