السريان في كلّ يوم ، كما في (أَقِيمُوا الصَّلاةَ)(١) أو في كلّ شهر ، كما في الدعاء عند رؤية الهلال ، أو في كلّ سنة كما في (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ)(٢) وحينئذ يتعدّد الحكم بتعدّد الموضوعات والمتعلّقات ، فإذا كان الموضوع على النحو الأوّل أو شككنا في أنّه على النحو الأوّل أو الثاني ، فالعقل حاكم بالإتيان مرّة واحدة ، لكن هذا غير دلالة الصيغة على المرّة.
وكذا إذا كان على النحو الثاني ، إذ انحلال الحكم الواحد إلى أحكام متعدّدة لانحلال موضوعه غير تعدّد الحكم.
بقي الكلام فيما أفاده صاحب الفصول ـ قدسسره ـ من أنّ النزاع في الهيئة لا المادّة بدعوى أنّ المصدر المجرّد عن اللام والتنوين لا يدلّ إلّا على الهيئة ، وأمّا المادّة فلا تدلّ إلّا على الطبيعة من دون نظر إلى تحقّقها في ضمن فرد أو أفراد أو دفعة أو دفعات (٣).
وفيه ـ مضافا إلى عدم تحقّق هذا الاتّفاق ـ أنّ هذا الاتّفاق ـ كما أفاده صاحب الكفاية (٤) ـ لا يوجب صرف النزاع من المادّة إلى الهيئة ، فإنّ مادّة المشتقّات ليست هي المصدر لا لفظا ولا معنى ، ضرورة تباينه لفظا ومعنى معها ، والمباين كيف يكون مادّة للمباين!؟
__________________
(١) البقرة : ٤٣.
(٢) البقرة : ١٨٣.
(٣) الفصول الغرويّة : ٧١.
(٤) كفاية الأصول : ١٠٠.