الفعليّة ، وهيئة فعل الأمر منبئة عن حركة المادّة من قابليّتها لكونها متعلّقة للطلب إلى المرتبة الفعليّة ، وهكذا سائر هيئات الأفعال.
وهذا بخلاف هيئات الأسماء من المصدر واسم المصدر واسم الفاعل وغيرها ، فإنّ هيئة المصدر مثلا وضعت لنفس الحدث بما هو حدث ، وهيئة اسم الفاعل وضعت لنفس الذات المبهمة من جميع الجهات إلّا جهة اتّصافه بالمبدإ ، وهكذا غيرهما من مشتقّات الأسماء ، فكلّ واحد منها ينبئ عن نفس المسمّى ـ بمعنى أنّه يفهم منه نفس المعنى ، أمّا أنّه موجود [أو] معدوم متعلّق للطلب [أو] غير متعلّق للطلب فشيء منها لا يفهم منه ، كالجوامد ـ لا عن حركة المسمّى.
فإن قلت : أسماء الأفعال ـ نحو «رويدا» بمعنى اصبر ـ منبئة عن حركة المسمّى ، كالأفعال ، فلا يكون تعريف الفعل مانعا.
قلت : نعم ، لكن من باب أنّها ليس لها مادّة وهيئة حتّى تكون الهيئة فيها منبئة عن حركة المادّة ، غاية الأمر أنّ «رويدا» مثلا اسم بسيط بمعنى الفعل ، فبحسب المعنى فعل ، وبحسب اللفظ اسم.
فإن قلت : الجمل الاسميّة مثل «زيد قائم» أيضا منبئة عن حركة المسمّى ، فإنّها أيضا تدلّ على خروج المادّة ـ التي هي القيام ـ من القابليّة إلى التحقّق والفعليّة.
قلت : نعم ، لكنّها خارجة عن المقسم في الرواية ، فإنّ المقسم في الرواية هي الكلمة و «زيد قائم» ليست بكلمة.