وقوله تعالى : (كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) قيل : إن لفظ كذلك متصل بما قبله ، أي كذلك فافعلوا كما أمرتكم من النحر.
وقيل : إنه أول الكلام ، والمعنى كذلك سخرنا لكم البدن مع قوتها ، فكانت منقادة للأخذ طيعة فتعقلوه بها ، وتحبسونها صافة قوائمها ، ثم تطعنون في لبنها ولو لا التسخير لم تطق ولم تكن بأعجز من بعض الوحوش الذي هي أصغر منها جرمى ، وجعلنا التسخير لتنتفعوا بها بالركوب والحمل ، والنتاج ، والصوف ، واللحم.
(لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) أي لكي : تشكروا.
وقوله تعالى : (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها) إشارة إلى فعل الجاهلية من تلطيخ البيت بالدم.
وقوله تعالى : (وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى) يعني : إخلاص النية له ، قرئ ينال ـ بالياء المثناة من تحت ـ وكذا ولكن يناله التقوى ، وقرئ فيهما ـ بالتاء المثناة من فوق ـ وقرئ الأول بالمثناة من تحت والثاني من فوق.
وقوله تعالى : (كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ) كرر ذكر التسخير ؛ لأن الأول لإيجاب الشكر ، والثاني لتعظيم الشكر ، ولهذا قال : لتكبروا الله.
قال الحاكم : قيل : هو أن يقول الله أكبر على ما هدانا ، والحمد لله على ما أبلانا وأولانا.
وقوله تعالى : (وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) قيل : بشرهم بحب الله ، لقوله تعالى : (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران : ١٣٤].
وقيل : المحسن من أدى الفرض ، وترك المعاصي.
الأحكام المقتطفة من هذه الجملة وهي مسائل :
الأولى : أن البدن يكون ذبحها من معالم الدين ، ولكن ما المراد من