قوله تعالى
(وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا) [الشعراء : ٢٢٤ ـ ٢٢٧]
قيل : تتبعهم الشياطين : عن ابن عباس.
وقيل : غواة قومهم.
وقيل : الرواة.
وقيل : كفار الجن والإنس.
وقوله : (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ)
قيل : أراد الوادي حقيقة.
وقيل : أراد المذاهب المختلفة ، ومنه قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعائشة : «أنت في واد وأنا في واد».
وقوله : (يَهِيمُونَ) تشبيها بالبهائم في كل شعب من القول ، واعتسافهم وقلة مبالاتهم في النطق ، ومجاوزة القصد ، حتى يفضلوا أجبن الناس على عنترة ، وأشحهم على حاتم ، ويبهتوا البريء ويفسقوا التقي ، ولما سمع سليمان بن عبد الملك قول الفرزدق :
فبتن بجانبي متصرعات |
|
وبت أفض أغلاق الختام |
فقال : وجب عليك الحد ، فقال : يا أمير المؤمنين ، قد درأ الله عني الحد بقوله : (وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ).
قال في المعاني : وتصلف أبو محجن الجمحي في شعره بشرب الخمر فأراد عمر حده فقال : كذبت وصدق الله (وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ) فخلا سبيله ، وهذا يوافق قول الفقهاء : إن إقرار الهازل لا يصح.