(الثانية) ان الحركة كما نبه عليها المصنف على قسمين (قطعية) وهي كون الشيء في كل آن في حد أو مكان (وتوسطية) وهي كون الشيء بين المبدأ والمنتهى فإذا خرج زيد ماشيا من البصرة إلى الكوفة فكونه في كل آن في مكان هي حركته القطعية وكونه بين البصرة والكوفة هي حركته التوسطية (فإذا عرفت) هاتين المقدمتين (فنقول) إن الانصرام والتدرج في الوجود شيئا فشيئا المانع عن الاستصحاب كما تقدم إما من ناحية تبدل الموضوع أو المحمول إنما هو في الحركة القطعية وهي كون الشيء في كل آن في حد أو مكان لا التوسطية وهي كونه بين المبدأ والمنتهى فإنه بهذا المعنى امر مستمر قار كما لا يخفى (وعليه) فلا مجال للإشكال في استصحاب مثل الليل أو النهار فإن الليل عبارة عن كون الشمس تحت الأرض بين المغرب والمشرق والنهار عبارة عن كونها على وجه الأرض بين المشرق والمغرب فإذا شك في بقاء الليل أو النهار فمرجعه إلى الشك في وصول الشمس إلى المنتهى أو انه بعد في البين فيستصحب عدم وصولها إليه (وهكذا) الأمر في كل أمر تدريجي إذا كان الشك في بقائه من جهة الشك في انتهاء حركته التوسطية ووصوله إلى المنتهى أو انه بعد في البين فيستصحب عدم وصوله إليه وانه بعد في البين ففي مثال خروج زيد ماشيا من البصرة إلى الكوفة إذا شك في بقاء مشيه من جهة الشك في انتهاء حركته التوسطية ووصوله إلى الكوفة فيستصحب عدم وصوله إليها وانه بعد في البين.
(نعم) إذا شك في بقاء مشيه للشك في استعداده وقابليته للمشي إلى هذا الحد أو للشك في طرو مانع قد منعه عن المشي فهذا هو شك في حركته القطعية فيجري الإشكال المتقدم في استصحابه (ولكنك) قد عرفت دفعه بما لا مزيد عليه وان مجموع الحركات هو في نظر العرف امر واحد مستمر فلا مانع عن استصحابه أصلا.