الحدوث (وقد أشار إليه الشيخ) أعلى الله مقامه واتخذه المصنف منه (قال) وتحقيق المقام وتوضيحه أن تأخر الحادث قد يلاحظ بالقياس إلى ما قبله من أجزاء الزمان كالمثال المتقدم فيقال الأصل عدم موت زيد قبل الجمعة فيترتب عليه جميع الأحكام ذلك العدم لا أحكام حدوثه يوم الجمعة إذ المتيقن بالوجدان تحقق الموت يوم الجمعة لا حدوثه إلّا ان يقال ان الحدوث هو الوجود المسبوق بالعدم وإذا ثبت بالأصل عدم الشيء سابقاً وعلم بوجوده بعد ذلك فوجوده المطلق في الزمان اللاحق إذا انضم إلى عدمه قبل ذلك الثابت بالأصل تحقق مفهوم الحدوث (انتهى).
في المقام الثاني من الشك في التقدم والتأخر
وبيان مجهولي التاريخ منه
(قوله وإن لوحظ بالإضافة إلى حادث آخر علم بحدوثه أيضاً وشك في تقدم ذاك عليه وتأخره عنه ... إلخ)
إشارة إلى المقام الثاني من الشك في التقدم والتأخر وهو ما إذا لوحظ تقدم الحادث وتأخره بالنسبة إلى حادث آخر قد علم بحدوثه أيضا كما إذا علم بموت متوارثين على التعاقب ولم يعرف المتقدم منهما عن المتأخر (وهاهنا) موضعان من الكلام.
(الموضع الأول) ما إذا كان كل من الحادثين مجهول التاريخ (وقد أشار إليه المصنف) بقوله الآتي فإن كانا مجهولي التاريخ ... إلخ.
(والموضع الثاني) ما إذا كان أحدهما معلوم التاريخ والآخر مجهول التاريخ (وقد أشار إليه المصنف) بقوله الآتي وأما لو علم بتاريخ أحدهما ... إلخ.
(أما الموضع الثاني) فسيأتي الكلام فيه.