في يوم تولد إمامنا الرضا مثلا.
مضافا إلى أن الالتزام بذلك ، غير مربوط بالمدَّعى ، وهو كون العلقة أمراً واقعيا ، وإنما يكون ذلك التزاما بان منشأها أمراً حقيقيا.
فتحصل عدم كون دلالة الألفاظ على معانيها ذاتية محضة.
وقد يدَّعى كما عن المحقق النائيني (ره) (١) بأن الوضع وسط بين الواقعيات والجعليات. وحاصل ما ذكره : انه بعد ما نقطع بحسب التواريخ انه ليس هناك شخص أو جماعة وضعوا الألفاظ للمعاني ، ونرى عدم كون الدلالة ذاتية.
فلا محيص عن الالتزام بان الواضع هو الله تعالى جعل لكل معنى لفظا خاصا لما بينهما من مناسبة مجهولة عندنا ، وهذا الجعل منه تعالى ليس جعلا تكوينيا كحدوث العطش عند احتياج المعدة إلى الماء ، ولا جعلا تشريعيا كجعل الأحكام المحتاج إيصالها إلى إرسال الرسل ، بل يكون وسطا بينهما ، ويلهم الله تبارك وتعالى عباده على اختلافهم بالتكلم بلفظ مخصوص عند إرادة معنى خاص ، فحقيقة الوضع هو التخصيص والجعل الإلهي.
ويرد عليه : مضافا إلى أن لازم ما ذكره عدم كونه أمراً واقعيا بل جعليا ، غاية الأمر طريق إيصاله غير طريق إيصال سائر المجعولات الشرعية وذلك لا يخرجه عن كونه جعلياً ، هذا البرهان مؤلف من أمرين :
الأول عدم إمكان كون الواضع هو البشر : لاستحالة إحداث شخص أو
__________________
(١) أجود التقريرات ج ١ ص ١٢ ، وفي الطبعة الجديدة ج ١ ص ١٩.