[ظ] ـ «مقبلاً على شأنه» : أي على إصلاح نفسه ، وتهذيب باطنه بالتخلية من الرذائل ، والتحلية بالفضائل.
[غ] ـ «عارفاً» : بأهل زمانه وبحركاتهم ومقاصدهم بالمكاشفات القلبية والمشاهدات العينية.
[أب] ـ «مستوحشاً» : من أوثق إخوانه ؛ لعلمه بأن مخالطتهم تُميتُ القلب ، وتُفسد الدين ، فيختار الاعتزال عنهم ؛ لما فيه السلامة ، إذ قَدْ خُصّ بالبلاء من عرفته الناس ؛ ولذا ورد : «فُرَّ من الناس فرارَكَ مِنَ الأسدِ» (١).
وفي الشعر الفارسي :
دلا خو کن بتنهائي |
|
که از تنها بلا خيزد |
سعادت آنکسي دارد |
|
که از مردم ببرهيزد |
وإن شئت توسيع المخاض بأكثر من ذلك ، فنقول : لمّا عرفت أنه ليس الغرض من بعث الأنبياء إلا تهذيب الأخلاق البشرية ، كما قال سيد الأنبياء صلىاللهعليهوآله : «إنَّما بعثتُ لأتَمِّمَ مكارِمَ الأخلاق» (٢).
فلا بد من مباشرة الأعمال الشرعية بصورة توجب التحلّي بالفضائل ، والتخلّي عن الرذائل ، وتسبِّب التحصّل للأخلاق الفاضلة ، وتبديل الملكات الرذيلة ، وهذا الأمر لا محال يتوقَّفُ على تنبُّهٍ کامل واطّلاع وافر على أحوال النفس ، والأُمور الباطنية ، وتقلُّبات القلب ، ودقائق آفات النفس ، ويحتاج إلى
__________________
(١) شرح اُصول الكافي ٢ : ١٨٧.
(٢) تقدم ذكره.