البشرة للخلق مكشوف ، بل أشد من ذلك ، قال الله تعالى : أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّـهَ يَرَىٰ (٢) ، وقال : إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (٣) ، فهذه المعومات التي هي من خصائص العلماء ، تقهر قلب العالم على مراعاة جانب الله ، وصرف الهمَّة إليه ، واستغراق قلبه بملاحظة ذلك الجلال منكسراً تحت هيبته ، فلا يبقى فيه متسع الالتفات إلى الغير ، فصار همّه همّاً واحداً ولابد من أن يكفيه الله سائر الهموم ، ومن ثُمَّ جعل الله ثواب المطيعات من نساء النبي صلىاللهعليهوآله وعقابهن ضعفاً بما أنهن عالمات بالأحكام الشرعية من حيث معاشرتهن له صلىاللهعليهوآله ، واختصاصهن بصحبته ، وكسبهن الأخلاق الفاضلة من طول مجاورته ، وكان فعل الواجبات وترك المحرمات في حقّهن آكد من الغير ، وكذلك ثوابهن وعقابهن أكثر من الغير ، فإن الثواب والعقاب يتأكَّدان بتأكُّد الوجوب والحرمة ؛ إذ ربّما يخفّف العقاب عن بعض الجهّال لعذر الجهل ، وكذلك يخفف الثواب لوقوعه من العامل مع قلَّة معرفته فاقداً لشرائط الكمال.
[ب] ـ «وليجعل له حظاً وافراً ... إلخ» : بأن يجدَّ ويجتهد في العبادة كما قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «أفضل الناس من عشق العبادة ، فعانقها وأحبها بقلبه ، وباشرها بجسده وتفرغ لها ، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا ، على عسر أم على يسر» (٣).
__________________
(١) سورة العلق : آية ١٣.
(٢) سورة النساء : من آية ١.
(٣) الكافي ٢ : ٨٣ ح ٣ وفيه وفي غيره من المصادر الحديثية أن الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلاحظ.