على جوارح العبد ، وأركانه ظهور العلّة في معلولها ، وذلك هو العلم المنتفع به في الآخرة.
ثُمَّ لا يخفى أنَّ عدم التأثير إنّما يكون في الغالب ، فربّما يحصل لبعض السامعين رقّة قلب وصفاء طينة (١) ، فيتأثَّر من كلام الواعظ المذكور ، وإن كان مخالفاً لعمله فلا ينافي ما سبق في حديث سلیم بن قيس عن أمير المؤمنين عليهالسلام : «إنَّ أشدَّ أهل النار ندامة رجل دعا عبداً إلى الله ، فاستجاب دعاءه وقبل ... إلى آخر الحديث» (٢).
فإنّه يدل على أنه ربّما كانت موعظة من لم يعلم مؤثّرة ، فلعل ذلك بطريق النُّدرة.
واحتمل بعضهم حمل ذلك على صورة الجهل من السامع بحال المتكلّم بخلاف هذا ، فإنَّ زلَّة الموعظة مخصوصة بصورة علم السامع بحال الواعظ.
__________________
(١) کذا ، ولعلها : (وصفاء نيّة).
(٢) کتاب سليم بن قيس : ٢٦١.