إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (١٣) قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ
____________________________________
بعض بسبب القبيلة ، أو بسبب أنه من الشعب الفلاني (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) أكثركم تقوى فمن أراد الرفعة عند الله فليجدّ في أن يكون أكثر تقوى من الآخرين ، وكلما زاد الإنسان تقوى زاد كفاءة ، منتهى الأمر أن الكفاءة عند أهل الدنيا ، عبارة عن الكفاءات الدنيوية فقط ، وعند الله هي الكفاءات الدنيوية بالإضافة إلى الكفاءات الأخروية ، لأن الإسلام دنيا وآخرة (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ) بكل أموركم (خَبِيرٌ) والخبير فوق العليم ، لأنه عبارة عن العلم والتجربة ، فالذي تعلم الطب ولم يجرب لا يسمى خبيرا ، بخلاف ما إذا جرب ، والمراد به في الله سبحانه أنه في غاية العلم والإدراك ، فمن أطاعه علم ذلك وجزاه ومن عصاه علم ذلك وأخزاه.
[١٥] وإذ تقدم شرائط الإيمان ، بالانتهاء عن كل معاصي الله تعالى ، حتى من مثل الظن الباطني ، ذكر سبحانه أن الذي لم يشتمل على هذه الشرائط لا يحق له أن يقول آمنت (قالَتِ الْأَعْرابُ) هم أهل البادية ـ كما تقدم الكلام في ذلك ـ (آمَنَّا) بك يا رسول الله وبما جئت به (قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا) لعدم توفر شرائط الإيمان فيكم (وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا) فإن الإسلام هو الانقياد والدخول في السلم وإظهار الشهادتين ، وهذه كانت موجودة في الأعراب (وَلَمَّا) وبعد لم (يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) لأنه إذا دخل القلب حصلت الطاعة بجميع أوامر الإسلام ، ولا يخفى أنه قد يطلق الإيمان ويراد به