وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (١٥) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللهَ بِدِينِكُمْ
____________________________________
الإسلام ، وقد يطلق على الأخص من الإسلام (وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) في كل أمر ونهي (لا يَلِتْكُمْ) لا ينقصكم (مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً) بل يعطي أجوركم كاملة (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) لسابق الذنوب (رَحِيمٌ) بعباده يتفضل عليهم زيادة على غفران ذنوبهم ، وقوله «لا يلتكم» تشويق للأعراب أن يؤمنوا زيادة على إسلامهم.
[١٦] وإنما لم يدخل الإيمان في قلوب الأعراب بعد ، لأن المؤمن الصادق هو الذي كانت له صفات خاصة مما لا تتوفر في هؤلاء الأعراب ف (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ) هم (الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) إيمانا من عمق قلوبهم (ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا) لم يشكوا في صدق الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) لإعلاء كلمة الله ولإنقاذ المستضعفين من براثن المستنكرين ، وكان الإنقاذ لأجل أمر الله (أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) الذين صدقوا في دعواهم الإيمان ، وإنما قال سبحانه (ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا) لأن كثيرا ممن أسلموا كانوا يشكون حين ما كان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يأمرهم بأمر لا يلائم أذواقهم.
[١٧] وإذا كان لكم إيمان صادق فالله يعلم ذلك ، بدون أن تقولوا بأفواهكم آمنتم فلا حاجة إلى قولكم ، بل اللازم واقع الإيمان (قُلْ) لهم يا رسول الله (أَتُعَلِّمُونَ اللهَ بِدِينِكُمْ)؟ أي تخبرونه بقولكم : آمنا؟ وهذا