وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ (٧) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (٨) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (٩) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (١٠) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ (١١)
____________________________________
[٨] (وَالسَّماءِ) أي قسما بالسماء (ذاتِ الْحُبُكِ) جمع حباك على نحو : مثل جمع مثال ، وهو الطريق الحسن فإن في السماء طرقا ، للنيازك وللملائكة ولمسير الشمس والقمر والكواكب ونزول المطر إلى غير ذلك ، والحلف هكذا لمناسبة قوله تعالى.
[٩] (إِنَّكُمْ) أيها البشر (لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ) ، واختلاف قولهم واضح ، وإنما احتيج إلى الحلف لبيان أنهم إنما يصدرون في حكمهم على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنه شاعر وكاهن ومجنون وغير ذلك ، لا عن دليل وبرهان بل عن الهوى ، وإلا لم يختلفوا فيه ، فهو على حد أن يقول «قسما بالسماء أنتم لستم على شيء في تكذيب الرسول».
[١٠] (يُؤْفَكُ) يصرف (عَنْهُ) أي عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (مَنْ أُفِكَ) أي من صرف عن الحق ، أو أن الضمير في «عنه» عائد إلى «الدين» أي عن البعث والجزاء.
[١١] (قُتِلَ) دعاء عليهم بالقتل ، أي أن يقتلهم الله (الْخَرَّاصُونَ) الخراص الذي يخمّن بدون علم ، كناية عن أن المنكر للرسول ، أو القيامة ، خراصون لا علم لهم بالنفي وإنما يخمنون تخمينا.
[١٢] (الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ) في ضلال وجهل يغمرهم ، كالماء الذي يغمر الإنسان ويستوعبه ، كأن الجهل والضلال شملهم من رأسهم إلى أرجلهم (ساهُونَ) غافلون عما أمروا به.