أَفَلَا تُبْصِرُونَ (٢٢) وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ (٢٢) فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (٢٣)
____________________________________
الله وعلمه وقدرته وغير ذلك (أَفَلا تُبْصِرُونَ) هذه الآيات؟ حتى ترجعوا إلى الله وتعترفوا به وبصفاته؟
[٢٣] ثم إن رزقكم ومقدراتكم أيضا دليل آخر على وجود الله تعالى (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ) إن المطر ينزل من السماء ويسبب لكم الرزق من الحبوب ولحوم البهائم وغير ذلك مما تأكلون وتلبسون وغيرهما أفليس ذلك دليلا على الله وصفاته؟ وإلا فلو لم يكن إله فمن ذا الذي أنزل المطر؟ (وَ) في السماء (ما تُوعَدُونَ) فإن كل ما يصيب الإنسان من صحة ومرض وغيرهما خارج عن إرادته أليس ذلك دليلا على أنه يأتي من جهة الله؟ والمراد بالسماء جهة العلو ، والإنسان وعد بمقدراته إما لفظا على لسان الأنبياء وإما عرفه فطرة ، وكلاهما وعد له.
[٢٤] ثم لتأكيد ما تقدم من المعاد والألوهية ـ بعد الاستدلال لهما بما ذكر في الآيات السابقة ـ حلف سبحانه فقال و (رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ) ما ذكرناه (لَحَقٌ) مطابق للواقع (مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) أي مثل نطقكم فكما لا شك لكم في أنكم تنطقون ينبغي أن لا تشكوا في حقيقة الألوهية والمعاد ولعل المجيء «بالنطق» لأنهم كانوا يريدون إبطال الحق بنطقهم وقولهم وتكذيبهم ، فقابلتهم الآية «بالنطق» للإثبات ، والمقابلة اللفظية نوع من البلاغة.
[٢٥] ثم ذكر سبحانه هلاك قوم لوط عليهالسلام إنذارا لكفار قريش ، بأنهم إن لم يؤمنوا أصابهم العذاب ، وذكر مقدمة ذلك مجيء الرسل الذين كانوا مكلفين بعذابهم ، إلى قرى لوط من طريق مرورهم على إبراهيم عليهالسلام