هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (٢٤) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٢٥) فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (٢٦) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ (٢٧)
____________________________________
(هَلْ أَتاكَ) جاءك وأخبرت به يا رسول الله (حَدِيثُ) قصة (ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) فإنهم كانوا ملائكة ولذا كانوا مكرمين ، كما قال تعالى (بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) (١).
[٢٦] (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ) على إبراهيم عليهالسلام في داره (فَقالُوا) له (سَلاماً) أي نسلم عليك سلاما (قالَ) إبراهيم عليهالسلام في جوابهم (سَلامٌ) لعل عدوله إلى الرفع لقصد الثبات ـ حيث أن الجملة اسمية ـ وهي تدل على الثبات ، حتى تكون تحيته أكثر من تحيتهم ، وقال إبراهيم عليهالسلام في نفسه لما أرى الملائكة (قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) لأنه ما كان رآهم في بلده قبل ذلك ، أو أنه قال ذلك يريد به أن يعرّفوا أنفسهم فهو مثل «من أنتم؟».
[٢٧] (فَراغَ) ذهب إبراهيم عليهالسلام (إِلى أَهْلِهِ) بتسلل وخفية ليحضر لهم طعاما فإن من أدب الضيافة أن يتسلل الضيف لإحضار الطعام ، والتسلل لأجل أن لا يمنعه الضيف عن الإحضار (فَجاءَ) إليهم (بِعِجْلٍ سَمِينٍ) مطبوخ ، واختار السمين من بقره لأنه أدب أن يحسن الإنسان الضيافة.
[٢٨] (فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ) ليأكلوا لكنهم أبوا عن الأكل ف (قالَ) لهم (أَلا تَأْكُلُونَ)؟ لكنهم لم يأكلوا أيضا.
__________________
(١) الأنبياء : ٢٧.