وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ (٢٠) سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ
____________________________________
النبات السريع الزوال هذا حال زينة الدنيا ، في الدنيا (وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَ) في قبال أهل الدنيا المغترين بها ، الذين مثل دنياهم ما تقدم أهل الآخرة الذين لهم (مَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ) غفران لذنوبهم ورضي الله لهم الذي هو أعظم شيء لأنه نعمة روحية ، والنعمة الروحية أفضل من النعمة الجسدية (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) لمن أقبل إليها ولم يطلب بها الآخرة الباقية ، فإنها تغر الإنسان عن منافعه الواقعية.
[٢٢] وإذا عرف الإنسان حال الدنيا وحال الآخرة فليسرع إلى تحصيل الآخرة (سابِقُوا) من المسابقة تحريض لطلب الآخرة بكل سرعة ممكنة ، كما يفعل المسابق في الدنيا (إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) أسباب الغفران (وَجَنَّةٍ عَرْضُها) سعتها (كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) كسعتهما والفضاء وسيع جدا حتى أن كل السماء والأرض في جنبه كحبة أرز في صحراء غير متناهية (أُعِدَّتْ) هيأت تلك الجنة (لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ) فليتشوق إليها كل عاقل (ذلِكَ) إعطاء الجنة للمؤمنين (فَضْلُ اللهِ) لأنه ليس بواجب عليه سبحانه إعطاء الجنة للمطيع (يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) ومشيئته تابعة للصلاح الذي لا يكون إلا للمؤمن العامل بالصالحات (وَاللهُ