ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢١) ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (٢٢) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ
____________________________________
ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) الذي لا يعرف مدى فضله وسعة رحمته إلا هو.
[٢٣] وحيث ذكر سبحانه وجوب القتال والإنفاق وشوق المطيعين بالجنان وأنذر المخالفين بالعقاب جاء دور بيان أن ما يصيب الإنسان عامة «والتي منها ما يصيبه حال الحرب من الموت والجرح وما أشبه» مثبوت عند الله ولا يضيع أجره (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ) كالجرب وأكل الجراد المزارع (وَلا) حرف عطف (فِي أَنْفُسِكُمْ) كالمرض والجرح (إِلَّا) مكتوبة (فِي كِتابٍ) ثابتة في علمنا ، ولعل المراد بالكتاب اللوح المحفوظ (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها) برأه بمعنى خلقه (إِنَّ ذلِكَ) كناية في كتاب من قبل تكونه (عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) لأنه سبحانه عالم بما كان وبما يكون وبما هو كائن إلى الأبد ، والإشكال بأنه إذا كان سبحانه عالما لا يمكن تخلفه ، واضح الجواب : لأن العلم ليس بعلة ، كما أنك إذا علمت بطلوع الشمس غدا لا تكون علة لطلوعها.
[٢٤] وقد ذكرنا ذلك لكم بأنه ثابت في الكتاب (لِكَيْلا تَأْسَوْا) لا تحزنوا (عَلى ما فاتَكُمْ) من نعم الدنيا ، وقد ذكر سبحانه تبعا لذلك «وإن لم يكن الكلام منصبا عليه» قوله (وَ) لكي (لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ) أعطاكم من نعيم ، فإن من علم أن كل شيء يصيبه من خير وشر مقدر