وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ (٢٣) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٢٤)
____________________________________
كائن ، لا يحزن حزنا متزايدا ولا يفرح فرحا متزايدا ، لأن شدة الحزن والفرح ، لمحزن ولمفرح فجائي ، والعلم يرفع الفجائية ألا ترى أن من يعلم أن غدا يموت ولده لا يحزن مثل حزن من لا يعلم بذلك بل يفاجأ به ، إلى غير ذلك ثم المراد «عدم الحزن المخرج للإنسان إلى الجزع» و «عدم الفرح المخرج للإنسان إلى البطر» (وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ) من اختال بمعنى تكبّر (فَخُورٍ) كثير الفخر ، فإن من فرح فرحا متزايدا بالنعمة ، ولم يخف عواقبها أخذ في الكبر والافتخار على الناس.
[٢٥] ومن هو المختال الفخور؟ هم (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ) عن الإنفاق فإن الذين يفرحون الفرح المطغي ممن لا يؤمن بأن المال جاءه بكتابة من الله ، وإنه زائل وله حساب دقيق «للتلازم بين العلم بالكتابة وبين التواضع والإنفاق ، كالتلازم بين عدم هذا العلم وبين التكبر والبخل».
(وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ) إذ البخلاء يريدون بخل الناس حتى لا تقع اللائمة عليهم (وَمَنْ يَتَوَلَ) عن أوامر الله سبحانه فلا ينفق فليعلم أن الله أمر بالإنفاق لمصلحته هو لا لأن الله بحاجة إلى المال وإن (اللهَ هُوَ الْغَنِيُ) إذ غنى ما سوى الله مجازي (الْحَمِيدُ) فلا يحتاج إلى الإنفاق ليكثر المؤمنين حتى يحمدوه ، فإنه المحمود بالذات سواء حمده أحد أولا.