عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ (٢٢) هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ
____________________________________
أي لا متصرف في الكون ولا معبود بالحق إلا هو وحده بلا شريك (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) فيعلم كل شيء سواء كان غائبا عن الحواس كالملك والجن وما أشبههما ، أو تشهده الحاسة وتدركه كالمرئيات والمسموعات وما إليهما. أو عن الباقر عليهالسلام انه قال : الغيب ما لم يكن والشهادة ما كان (هُوَ الرَّحْمنُ) المتفضل على جميع خلقه (الرَّحِيمُ) المتفضل على المؤمنين ، فاطلاعه اطلاع رحمن رحيم لا اطلاع قسي غليظ شديد.
[٢٤] (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) والتكرار يفيد التركيز في مقابل عبّاد الأوثان والطبيعيين ومن إليهم (الْمَلِكُ) السيد المطاع المالك للكون (الْقُدُّوسُ) المنزه من كل نقص وعيب وآفة وقبيح ، من القدس وهو الطهارة والنزاهة (السَّلامُ) الذي سلّم الكون منه تعالى ، فليس كالملوك المفسدين للعباد والبلاد ، أو المعنى انه السالم من الآفات ، حتى كأنه قطعة من السلام من باب «زيد عدل».
(الْمُؤْمِنُ) الذي سلّم خلقه من ظلمه ، أو واهب الإيمان ، أو بمعنى أن له تعلقا بالخلق كما أن للمؤمن تعلقا بالخالق ، فإن أصل الإيمان التعلّق بشيء (الْمُهَيْمِنُ) المسيطر على الكون ، من الهيمنة بمعنى السيطرة (الْعَزِيزُ) الغالب في سلطانه أو هو ما قل وجوده وكثر نفعه ، والله أظهر المصاديق لذلك ، لتفرده واحتياج الكون إليه (الْجَبَّارُ) الذي يجبر الكسر ، أو الذي يقهر غيره ، فإن الكون كله