لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٦) عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللهُ قَدِيرٌ وَاللهُ
____________________________________
الجمل لتعليم المسلمين كيف يدعون الله سبحانه.
[٧] (لَقَدْ كانَ لَكُمْ) أيها المؤمنون في عصر الرسالة (فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) «في» بمعنى النسبة ، أي بالنسبة إلى إبراهيم ومن آمن معه اقتداء حسن ، فهم خير مقتدى لكم في أعمالكم ، ومقاطعتهم للكفار وإنما كرر ذلك لما رتب عليه بقوله (لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) أي أن هذه الأسوة والاقتداء إنما هي للذي يرجو ثواب الله سبحانه «ليعتقد بالجزاء والحساب في الآخرة» أما المنكر لذلك فلا معنى لاقتدائه بمن اعتقد بالله وهذا للإشارة إلى التلازم بين الإيمان وبين الاقتداء (وَمَنْ يَتَوَلَ) أي يعرض عن هذا الاقتداء ، فلم يقتد بإبراهيم ، بل اتخذ من الكفار أولياء (فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُ) الذي لا يحتاج إلى أحد وإلى عمل (الْحَمِيدُ) المحمود بذاته فلا يحتاج إلى طاعة المطيع وحمد الحامد ، والمعنى : أن الذي يعرض يضر نفسه ، ولا يضر الله سبحانه لغناه المطلق.
[٨] وإذا تريدون أيها المؤمنون موادة أهل مكة لما بينكم من الصلات النسبية والسوابق فلعله سبحانه يهيئ وسائل هدايتهم حتى لا يكون محظور في موادتهم (عَسَى اللهُ) أي لعله سبحانه (أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ) أيها المؤمنون (وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ) أي اتخذتموهم أعداء (مِنْهُمْ) أي من أهل مكة (مَوَدَّةً) بسبب الإسلام (وَاللهُ قَدِيرٌ) على ذلك (وَاللهُ