غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧) لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٨) إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ
____________________________________
غَفُورٌ) لما سلف منكم من موادتهم في حال كفرهم (رَحِيمٌ) يتفضل عليكم بالرحمة بالإضافة إلى الغفران والعفو.
[٩] وإذا كان المفهوم من الآيات السابقة ما يشمل تحريم موادة كل كافر استثنى السياق من ذلك بقوله (لا يَنْهاكُمُ) أيها المؤمنون (اللهُ عَنِ) موادة (الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي) أمر (الدِّينِ) أي من جهة أنكم متدينون بالإسلام (وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ) بأن كان كافرا مسالما (أَنْ تَبَرُّوهُمْ) بدل اشتمال عن قوله «عن الذين» أي لا ينهاكم الله عن بر هؤلاء (وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ) أي تعدلوا فيما بينكم وبينهم ، بأن تبادلوا الحب والوداد قيل ان المسلمين استأمروا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في أن يبروا أقرباءهم من المشركين (١) وقيل ان قتيلة بنت عبد العزيز قدمت مشركة على بنتها أسماء بهدايا فلم تقبلها ولم تأذن لها بالدخول ، فنزلت هذه الآية (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) أي الذين يعدلون في أمورهم.
[١٠] (إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ) أيها المؤمنون (عَنِ) موادة (الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ) فقاتلوكم من جهة أنكم متدينون (وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ) منازلكم ، في مكة وغيرها (وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ) أي تعاون
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٩ ص ٤٥٠.