وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللهِ شَطَطاً (٤) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِباً (٥) وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً (٦)
____________________________________
سبحانه (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً) (١) ، فنفت الجن هذا الكلام.
[٥] (وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا) أي جاهلنا ، والمراد به جنس الجهال منهم (عَلَى اللهِ شَطَطاً) أي كذبا وبعدا عن الحق ، وكأن المراد بذلك ما شاع بينهم من أنه تزوج بالجنية ، أو المراد «بسفيه منا» إبليس ـ لأنه من الجن ـ والمراد أقواله حول الله سبحانه ، من نسبة الشريك إليه وما أشبه.
[٦] (وَأَنَّا) ظهر لنا الآن كذب ذلك السفيه بعد ما كنا (ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُ) الإتيان بالفعل مؤنثا باعتبار «الجماعة» (عَلَى اللهِ كَذِباً) فقد كنا نحسب أن ما يقولون من أن له سبحانه صاحبة وشريكا وولدا صدق ، والآن تبين لنا كذبه.
[٧] (وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِ) أي يعتصمون ويستجيرون ، وكان الرجل من العرب إذا نزل الوادي في سفره ليلا قال «أعوذ بعزيز هذا الوادي من شر سفهاء قومه» وقد روي عن الإمام الباقر عليهالسلام أنه قال : في هذه الآية «كان الرجل ينطلق إلى الكاهن الذي يوحي إليه الشيطان فيقول قل لشيطانك فلان قد عاذ بك» (٢) (فَزادُوهُمْ) أي زاد الجن الإنس العائذين بهم (رَهَقاً) أي طغيانا
__________________
(١) الصافات : ١٥٩.
(٢) بحار الأنوار : ج ٦٠ ص ٩٨.