وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً (١٠)
____________________________________
عيّن مواضع لحراسة السماء من الجن والشياطين ، فمن يتقدم منهم ليسترق الكلام قذف بالشهاب حتى يحترق أو يطرد.
وقد روي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنه قال ـ في حديث يذكر فيه سبب إخبار الكاهن ـ : وأما أخبار السماء فإن الشياطين كانت تقعد مقاعد استراق السمع إذ ذاك ، وهي لا تحجب ولا ترجم بالنجوم وإنما منعت من استراق السمع لئلا يقع في الأرض سبب يشاكل الوحي من خبر السماء ويلبس على أهل الأرض ما جاءهم من الله لإثبات الحجة ونفي الشبهة ، وكان الشيطان يسترق الكلمة الواحدة من خبر السماء بما يحدث من الله في خلقه فيختطفها ثم يهبط بها إلى الأرض فيقذفها إلى الكاهن ، فإذا قد زاد كلمات من عنده يختلط الحق بالباطل ، فما أصاب الكاهن من خبر مما كان يخبر به فهو ما أداه إليه شيطانه مما سمعه ، وما أخطأ فيه فهو من باطل ما زاد فيه ، فمذ منعت الشياطين من استراق السمع انقطعت الكهانة (١).
[١١] (وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ) حيث يرجم الشياطين ، حتى تقطع الأخبار عن أهل الأرض بعذابهم ، فيفاجئون بالعذاب (أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) بأن يبعث فيهم نبيا؟ والحاصل أن رجم الشياطين لأحد أمرين إما لشر أو لخير؟ وهذا يؤيد كون المراد من الرجم وقت ولادة الرسول ، وأن هذا الكلام من الجن حكاية حال ماضية ، وإلا فقد عرفوا النبأ بعد فترة وخصوصا عند وصولهم إلى خدمة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٦٠ ص ٧٦.