وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً (١١) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً (١٢) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً (١٣)
____________________________________
[١٢] (وَأَنَّا) معاشر الجن (مِنَّا) أي بعضنا (الصَّالِحُونَ) بالإيمان والعمل الصالح (وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ) الصلاح ، وإنما عبر بهذا التعبير ليشمل الفرق المختلفة (كُنَّا) في السابق (طَرائِقَ قِدَداً) أي على طرائق مختلفة «وقدد» جمع قدة وهي القطعة ، كأن لكل مذهب لونا مختلفا ، فهم قطعة مخالفة لقطعة أخرى ، وكأن هذه التفصيلات المنقولة من كلام الجن لبيان حقيقتهم ، وتوضيح ما يرتبط بهم من المزايا والأحوال.
[١٣] (وَأَنَّا) معاشر الجن (ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللهَ فِي الْأَرْضِ) بأن نجمع جموعا ونهيئ قوى حتى يعجز سبحانه من التصرف فينا كيف يشاء ، وإنما جاء بلفظ الظن ، إما لأنهم ظنوا ذلك ولم يتيقنوا ، أو لبيان أن الظن كاف في عدم إرادة المخالفة معه سبحانه (وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً) أي لا نتمكن من تعجيزه بهربنا من قدرته ، فإن قدرته شاملة منبسطة لا يمكن الفرار منها.
[١٤] (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى) حيث سمعنا قرآن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (آمَنَّا بِهِ) أي بالهدى وهو الإسلام (فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ) إيمانا صحيحا فإنه لا (يَخافُ بَخْساً) أي تنقيصا لحقه في الدنيا وفي الآخرة (وَلا رَهَقاً) أي ظلما وطغيانا بالنسبة إليه ، فإنه سبحانه عادل لا يظلم أحدا ، أما غير