وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً (١٤) وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (١٥) وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً (١٦) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ
____________________________________
المؤمن فإنه يخاف البخس ، إذ حسناته تمحى بسبب سيئاته ، ويخاف الرهق بمعنى تبعة الإثم ـ كما سبق في معنى الرهق.
[١٥] (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ) الذين دخلوا في دين الله الذي جاء به الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَمِنَّا الْقاسِطُونَ) من «قسط» بمعنى جار ، أي الجائرون الحائدون عن طريق الحق (فَمَنْ أَسْلَمَ) أي دخل في الإسلام (فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا) أي طلبوا والتمسوا (رَشَداً) أي هداية وحقا فيه الرشد والعقل ، والتحري هو التطلب والتماس الشيء.
[١٦] (وَأَمَّا الْقاسِطُونَ) العادلون عن طريق الحق (فَكانُوا) أي يكونون ـ أو كان : لمجرد الربط ـ (لِجَهَنَّمَ حَطَباً) يلقون فيها فيوقدونها كما يوقد الحطب النار ، كما قال سبحانه (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) (١).
[١٧] (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا) هؤلاء القاسطون (عَلَى الطَّرِيقَةِ) الحقة بأن لم يحيدوا عنها (لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) يقال ماء غدق : أي كثير وهذا كناية عن الإفضال عليهم ، وهذا ابتداء من كلام الله سبحانه.
[١٨] (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) أي كنا نسقيهم الماء الكثير لامتحانهم في ذلك السقي ، فإن النعم للامتحان ، كما أن النقم للاختبار ، وليس المقصود من
__________________
(١) البقرة : ٢٥.