وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً (١٧) وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً (١٨) وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (١٩) قُلْ
____________________________________
الامتحان إلا ظهور السرائر ، لتبيين مقادير الاستحقاق في الآخرة ، أو أنه تعليل لمجيء الهدى ، أي أنا إنما أرسلنا الرسول وأنزلنا الهدى للامتحان (وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ) بأن اتخذ طريقة الكفر والعصيان (يَسْلُكْهُ) أي يدخله الله سبحانه (عَذاباً صَعَداً) أي عذابا يصعد عليه ويعلوه ، بحيث يشمل جميع جسمه من قرنه إلى قدمه ، أو عذابا غليظا صعبا.
[١٩] وإذ بين كون الهدى إنما هو للامتحان ، جاء السياق ليبين أنه لا يحق لأحد أن يخضع لغير الله سبحانه (وَأَنَّ الْمَساجِدَ) جمع «مسجد» وهو مواضع السجود من الوجه والكفين وغيرهما (لِلَّهِ) فإنها مخلوقة له مملوكة لذاته المقدسة (فَلا تَدْعُوا) أيها الإنسان (مَعَ اللهِ أَحَداً) وكيف تدعو غيره بعضو هو له؟ ويحتمل أن يكون المساجد أعم مما تقدم ومن المساجد المبنية ، وفيه نهي عن الدعاء لغيره سبحانه فيها ، كما كان المشركون يدعون الأصنام في بيت الله تعالى.
[٢٠] (وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ) أي الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (يَدْعُوهُ) يدعو الله سبحانه وحده (كادُوا) أي الكفار (يَكُونُونَ عَلَيْهِ) على الرسول (لِبَداً) أي متكاثرين عليه ليمنعوه عن الدعوة ، والظاهر أن هذه الجمل كلها من كلام الجن ، وأن قوله «لنفتنهم» معترضة.
[٢١] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الكفار الذين كادوا يكونون لبدا عليك :