إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (٢٠) قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً (٢١) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (٢٢) إِلاَّ بَلاغاً مِنَ اللهِ وَرِسالاتِهِ
____________________________________
(إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي) وحده لا شريك له (وَلا أُشْرِكُ بِهِ) أي بربي (أَحَداً) فليس ذلك بدعا جديدا يوجب تكاثركم علي وإرادتكم منعي منه.
[٢٢] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الكفار (إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا) بأن أضركم (وَلا) أملك لكم (رَشَداً) بأن أرشدكم ، وإنما الضرر والإرشاد بيد الله ، وأنه هو الذي أمرني بإرشادكم ، فإن لم تقبلوا فهو الذي ينزل الضر بكم ، وهذا لبيان أني رسول الله فقط لا شيء بيدي سوى الهداية والإرشاد.
[٢٣] حتى أنا فليس ضري وخيري بيدي (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء : (إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي) أي لن يحفظني (مِنَ) تقدير (اللهِ أَحَدٌ) إذا أراد سبحانه بي ضررا (وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ) سبحانه (مُلْتَحَداً) أي ملجأ ألجأ إليه ، من التحد بمعنى مال ، والإنسان الخائف دائما يطلب الملجأ في منعطفات الطريق.
[٢٤] إني لا أملك شيئا (إِلَّا بَلاغاً) أي تبليغا (مِنَ) قبل (اللهِ) سبحانه بأن أبلغكم آياته (وَرِسالاتِهِ) وهذا استثناء منقطع من «لا أملك» وما بعده ، وقد سبق أن الاستثناء المنقطع ينحل إلى ثلاث جمل ، ففي المقام هكذا «لا أملك شيئا» «إلا بلاغا» «ولا أملك لكم أو لي ضرا أو خيرا» وكأنه قال «لا أملك كذا» و «أملك كذا» ، وحق البلاغ منه