وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً (٢٣) حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً (٢٤) قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما
____________________________________
سبحانه حق لا يكون لكل أحد ، كما أن رسالاته سبحانه شيء والرسول يملك ذلك الحق كما يعرف الرسالات ، فهما شيئان لا شيء واحد حتى يقال : إن العطف للبيان.
(وَمَنْ يَعْصِ اللهَ) بعدم إطاعة أوامره (وَرَسُولَهُ) بعدم امتثاله فيما يأمر وينهي (فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ) جزاء لعصيانه (خالِدِينَ فِيها) أي في حال كونهم دائمين في النار (أَبَداً) وتوحيد الضمير في «له» باعتبار لفظ «من» وتجميعه في «خالدين» باعتبار معناه ، وقد قالوا يجوز في ضمير «من وما» مراعاة اللفظ والمعنى.
[٢٥] لكن الكفار لا يبالون اليوم بالنار (حَتَّى إِذا رَأَوْا) هؤلاء الكفار (ما يُوعَدُونَ) أي العذاب الذي وعدوا به في الدنيا (فَسَيَعْلَمُونَ) إذا رأوا (مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً) هل ناصر الرسول أضعف أم ناصرهم (وَأَقَلُّ عَدَداً) فهل جيش الرسول وأعوانه أقل أم جيشهم وأعوانهم ، فقد كان الكفار يفتخرون على الرسول بكثرة جموعهم وضعف أصحابه صلىاللهعليهوآلهوسلم فأتى السياق ليبين أن في الآخرة تنقلب الكفة ، وأنه يتبدد عددهم ويضعف ناصرهم ، فلا يقوى من إنجائهم من عذاب الله سبحانه.
[٢٦] وقد كان الكفار يستعجلون الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في إنزال العذاب بهم ـ استهزاء به صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فجاء السياق لردهم بقوله : (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الكفار المستعجلين : (إِنْ أَدْرِي) أي ما أدري (أَقَرِيبٌ ما