تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً (٢٥) عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً (٢٦) إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (٢٧) لِيَعْلَمَ
____________________________________
تُوعَدُونَ) أي هل قريب العذاب الذي وعدتم به لكفركم وعصيانكم (أَمْ يَجْعَلُ لَهُ) أي ل «ما توعدون» (رَبِّي أَمَداً) أي مدة ، فهو بعيد عنكم؟ فإن عذاب القيامة مجهول الوقت إلا عنده سبحانه ، فعنده علم الساعة.
[٢٧] فإنه وحده (عالِمُ الْغَيْبِ) يعلم ما غاب عن الحواس (فَلا يُظْهِرُ) أي لا يعلم (عَلى غَيْبِهِ) أي الغيب الذي يعلمه هو (أَحَداً) من عباده ، فإن علم الغيب خاص به.
[٢٨] (إِلَّا مَنِ ارْتَضى) أي اختاره للاطلاع على الغيب (مِنْ رَسُولٍ) أو المعنى إلا من ارتضاه للرسالة من أفراد الرسل ، فإنه تعالى يظهره على قدر من الغيب ـ حسب الحكمة والصلاح ـ والتي يخبر الإمام أو سائر الناس بقدر ما أذن له في الإخبار ، وإذ أعلمه الله سبحانه بالغيب أحاطه بجملة من الحفظة حتى يكونوا مراقبين عليه في البلاغ ، مع أنه مأمون في نفسه ، وأن الله عالم به ، ولكن هذا للتشريفات ، كما وكل بالعباد حفظة مع أنه عالم بما يصدر منهم.
(فَإِنَّهُ) سبحانه (يَسْلُكُ) أي يجعل في الطريق (مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ) أي من أمام الرسول (وَمِنْ خَلْفِهِ) أي ورائه (رَصَداً) من الملائكة يرصدونه في أعماله ، تشريفا للغيب والوحي الذي أعلم الرسول به.
[٢٩] وإنما يرصد (لِيَعْلَمَ) الله سبحانه ، والمراد ليقع متعلق علمه في