وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (١٤) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (١٥) كَلاَّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً (١٦) سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (١٧)
____________________________________
وهذه نعمة أخرى بأن يكون أولاد الإنسان عنده لا يغيبون عنه.
[١٥] (وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً) أي هيأت له الأمور تمهيدا ، بأن صار ذات جاه في قومه ، ومكانة في البلد ، وهيأت له الأسباب.
[١٦] (ثُمَّ يَطْمَعُ) هذا الشخص (أَنْ أَزِيدَ) ماله وأولاده.
[١٧] (كَلَّا) لا أزيد بعد ذلك شيئا له ، فقد كفر بي ، وأبدل مكان الشكر كفرانا (إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً) أي معاندا لأدلتنا وحججنا لا يؤمن بها عنادا ومضادة.
[١٨] (سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً) أي سأكلفه مشقة من العذاب لا طاقة له بها ، والصعود هي العقبة الشاقة المصعد ، فإن من يكلف صعودها يشق عليه ، فقد شبه العذاب بذلك للتقريب إلى الذهن.
وقد ورد في سبب نزول هذه الآيات وما بعدها ما ذكره القمي قال : نزلت في الوليد بن المغيرة ، وكان شيخا مجربا من دهاة العرب وكان من المستهزئين برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان رسول الله يقعد في الحجر ويقرأ القرآن ، فاجتمعت قريش إلى الوليد بن المغيرة ، فقالوا : يا أبا عبد شمس ما هذا الذي يقول محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أشعر هو أم كهانة أم خطب؟ فقال : دعوني أسمع كلامه ، فدنى من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : يا محمد أنشدني من شعرك؟ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما هو شعر ، ولكنه كلام الله الذي ارتضته ملائكته وأنبياؤه ورسله. فقال : اتل علي منه شيئا ، فقرأ عليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حم السجدة ، فلما بلغ قوله (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ