إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (١٨) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (١٩)
____________________________________
أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) (١) قال : فاقشعر الوليد وقامت كل شعرة في رأسه ولحيته ، ومر إلى بيته ولم يرجع إلى قريش من ذلك اليوم. فمشوا إلى أبي جهل فقالوا : يا أبا الحكم إن أبا عبد شمس صبأ «أي مال إلى دين محمد» أما تراه لم يرجع إلينا؟ فغدا أبو جهل إلى الوليد ، فقال له : يا عم نكست رؤوسنا وفضحتنا وأشمت بنا عدونا وصبوت إلى دين محمد؟ فقال : ما صبوت إلى دينه ولكن سمعت منه كلاما صعبا تقشعر منه الجلود ، فقال له أبو جهل : أخطب هو؟ قال : لا ، إن الخطب كلام متصل وهذا كلام منثور ولا يشبه بعضه بعضا. قال : أفشعر هو؟ قال : لا أما إني لقد سمعت أشعار العرب بسيطها ومديدها ورملها ورجزها وما هو بشعر. قال : فما هو؟ قال : دعني أفكر فيه فلما كان من الغد قالوا له : يا أبا عبد شمس ما تقول فيما قلناه؟ قال : قولوا هو سحر فإنه آخذ بقلوب الناس ، فأنزل الله على رسوله في ذلك (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) وإنما سمي وحيدا لأنه قال لقريش : أنا أتوحد بكسوة البيت سنة وعليكم في جماعتكم سنة ، وكان له مال كثير وحدائق وكان له عشرة بنين بمكة ، وكانت له عشرة عبيد عند كل عبد ألف دينار يتجر بها (٢).
[١٩] (إِنَّهُ) أي الوليد (فَكَّرَ) حول القرآن (وَقَدَّرَ) القول في نفسه.
[٢٠] (فَقُتِلَ) دعاء عليه ، أي قتله الله (كَيْفَ قَدَّرَ)؟ تقديرا يوافق أهواء المكذبين وأذهان العامة ، فإن الناس يسرعون إلى نسبة السحر إلى كل
__________________
(١) فصلت : ١٤.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ص ٣٩٣.