لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً (٣٨) ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً (٣٩) إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ
____________________________________
الجيش أمام الملك ، وذلك مما يزيد القيامة هيبة وهولا (لا يَتَكَلَّمُونَ) أي أولئك الملائكة والروح ، أو أيّ متكلم (إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ) بالكلام ، في أي شأن من الشؤون (وَقالَ صَواباً) وكأن هذا في بعض المواقف ، وفي بعض المواقف الأخر يتكلم كل أحد بما يريد من صدق وكذب كما قال سبحانه : (انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) (١) أو المراد بالتكلم ـ الشفاعة ـ.
[٤٠] (ذلِكَ الْيَوْمُ) الذي وصف هو اليوم (الْحَقُ) الكائن لا محالة ، فلا كذب في الإخبار به. قالوا : إذا طابق الخبر الواقع فباعتبار كونه مطابقا للواقع يسمى صدقا ، وباعتبار مطابقة الواقع له يسمى حقا (فَمَنْ شاءَ) منكم أيها الناس (اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ) أي إلى رضاه وثوابه (مَآباً) ، بالإيمان والطاعة ، كأن المؤمن اتخذ إلى ربه مآبا ، والكافر اتخذ إلى ربه غيره مآبا ، حيث يبتعد عن لطفه ورحمته بسبب الكفر والعصيان فليس مآبه إليه.
[٤١] (إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ) أيها الناس (عَذاباً قَرِيباً) فإن الآخرة قريبة وإن ظنها الناس بعيدة ، كما قال سبحانه : (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً* وَنَراهُ قَرِيباً) (٢).
ثم بيّن وقت ذلك العذاب بقوله : (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ
__________________
(١) الأنعام : ٢٥.
(٢) المعارج : ٧ و ٨.