الْيَتِيمَ (١٧) وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (١٨) وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا (١٩) وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا (٢٠) كَلاَّ إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (٢١)
____________________________________
الْيَتِيمَ) الذي مات أبواه ، بإيوائه وإعطائه.
[١٩] (وَلا تَحَاضُّونَ) من الحض ـ وهو الحث ـ أي لا يحث بعضكم بعضا (عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) أي الفقير الذي أسكنه فقره عن الحركة في الأمور.
[٢٠] (وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ) أي الميراث (أَكْلاً لَمًّا) شديدا تلمون جميعه في الأكل ، بلا إعطاء حقوق الميت ، وحقوق الله ، وحقوق سائر ذوي الميراث ، فإنهم كانوا يحرمون النساء والصبيان والضعفاء من الورثة ، فلا يعطونهم من حقهم شيئا ، وهذا دليل الشرة نحو المال وإنهم لا يجعلون المال دليلا للابتلاء ، بل دليلا لتكريم الله لهم.
[٢١] (وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا) أي حبا كثيرا شديدا ، حتى أنهم لا ينفقونه فيما يجب أو يستحب إنفاقه ، كما هو شأن من لا يؤمن بالله واليوم الآخر ، ولا يجعل المال دليل الابتلاء ليعمل فيه بأمر الله ويخشى مغبته.
[٢٢] (كَلَّا) ليس الأمر كما زعمتم بأنه لا عواقب وخيمة لأعمالكم هذه ، فإن من يظن تكريم الله له يسهل عليه العمل بالوظائف في أموره وشؤونه ف (إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ) أي كسر كل شيء على ظهرها (دَكًّا دَكًّا) كسرا كسرا ، من جبال ومرتفعات وأنصبة وأشباهها ، وذلك لأن الأرض تسوى حتى لا يبقى على ظهرها عوج ولا أمت.