وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى (٢٣) يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي (٢٤) فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ (٢٥)
____________________________________
[٢٣] (وَجاءَ رَبُّكَ) أي أمر ربك ، كما يظهر ملوك الدنيا في هيبة وجلال ، فإن الهيبة والجلال التي تظهر يوم القيامة لله سبحانه تكون بمثابة مجيء الله سبحانه ، لكنه حيث كان منزها عن الجسم ولوازمه ، يجيء آثار جلاله (وَ) جاء (الْمَلَكُ) المربطون بذلك اليوم في حال كونهم (صَفًّا صَفًّا) أي مصطفين صفوفا متعددة.
[٢٤] (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ) أي يوم القيامة (بِجَهَنَّمَ) بأن تمتد نيرانها إلى المحشر بعد ما كانت مبتعدة مستعدة لالتهام الكفار والعاصين (يَوْمَئِذٍ) أي في هذا اليوم ـ وأصله يوم إذ كان كذا ـ (يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ) أي يتعظ ويخاف ويهتدي (وَ) لكن (أَنَّى لَهُ الذِّكْرى)؟ أي من أين ينفعه التذكر في ذلك اليوم ، فقد مضى وقت نفع التذكر ، وإنما هناك جزاء فقط لا عمل.
[٢٥] (يَقُولُ) الإنسان العاصي ، (يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ) عملا صالحا (لِحَياتِي) هذه التي تبقى إلى الأبد ، ولكن لا ينفعه التمني ، كما يقول المثل «ندم زيد ولما ينفعه الندم».
[٢٦] (فَيَوْمَئِذٍ) أي في ذلك اليوم (لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ) أي لا يعذب مثل عذاب الله أحد ، فإن عذابه ليس كسائر أنواع عذاب الناس بعضهم لبعض ، وإنما هو عذاب غريب عجيب.